العقم عند الزوجين يعني عدم قدرة الزوجين على الإنجاب (بدء حمل). يتم الحديث عن العقم عندما لا يحدث حمل بعد عام من العلاقات الجنسية المنتظمة وغير المحمية. تعتمد خصوبة الزوجين على خصوبة كلا الشريكين. عندما يلجأ زوجان لأول مرة لاستشارة طبية لرغبتهما في إنجاب طفل تأخر قدومه، غالباً ما يكون ذلك بسبب العقم وليس العقم المطلق. وبعد إجراء فحوصات طبية، يتم في الغالب العثور على السبب ويقترح علاج مناسب.
تأتي العوامل الرئيسية التي تؤثر على الخصوبة لدى النساء من مصادر متعددة. لا يوجد سبب واحد، حيث تتأثر بالعوامل المتنوعة. بعضها ناتج عن أمراض تؤثر على الجهاز التناسلي للأنثى. كما أن نمط الحياة يمكن أن يؤثر أيضًا على الخصوبة، سواء كان صحيًا أو غير صحي.
العقم عند الزوجين: أسباب العقم لدى النساء
- بطانة الرحم الهاجرة (الاندومتريوز)
عادةً، يتم التخلص من بطانة الرحم بشكل طبيعي خلال الدورة الشهرية. ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن تنمو هذه البطانة خارج الرحم، مما يؤدي إلى تكوين أنسجة تلتصق بأعضاء أخرى وقد تسد قناتي فالوب.
يمكن أن يتسبب السرطان، خصوصاً في الأعضاء التناسلية الأنثوية كالمبيضين، في إجراء جراحات قد تؤثر على الخصوبة. من بين الحالات الأكثر شيوعًا، التي تعطل الدورة الشهرية الطبيعية للمرأة وتسبب اختلالات هرمونية، يمكن ذكر ما يلي:
- فشل التبويض
وفقاً لدراسات مختلفة مجمعة من قبل MSD Santé، يمثل فشل التبويض بين 20% و25% من حالات العقم لدى النساء.
- ارتفاع هرمون البرولاكتين:
زيادة إفراز هرمون البرولاكتين يمكن أن تؤثر على نشاط منطقة المهاد في الدماغ، مما يؤثر على عملية التبويض ويؤدي إلى فشل التبويض.
- متلازمة تكيس المبايض:
تتميز بعدم إطلاق البيوض بانتظام، مما يؤدي إلى إنتاج غير كافٍ من هرمون الاستروجين وتشكيل أكياس صغيرة في المبيضين.
- انسداد قناتي فالوب:
يعيق هذا الانسداد انتقال البيضة عبر قناة فالوب.
- التهاب الحوض:
يؤدي هذا الالتهاب في منطقة الحوض، كما أُشير في مقال حول مرض التهاب الحوض، إلى زيادة خطر الحمل خارج الرحم والعقم.
- التشوهات الخلقية في الرحم والمهبل (تشوهات مولر):
يمكن أن تؤدي هذه التشوهات إلى تقليل قدرة المرأة على الإنجاب.
تؤثر بعض الأمراض النسائية الأخرى، مثل التغيرات في المخاط العنقي، أيضًا على الخصوبة عند النساء من خلال التأثير على جودة أو كمية المخاط العنقي اللازم لحدوث التخصيب.
- نمط الحياة:
سواء كان نمط الحياة صحيًا أو غير صحي، يمكن أن يؤثر على الخصوبة لدى النساء. التوتر، بالإضافة إلى كونه سبباً للاكتئاب ويعطل جهاز المناعة والنوم، قد يكون سبباً في العقم لدى النساء من خلال تقليل مستويات الهرمونات والتسبب في تبويض غير منتظم أو تشنجات في قناتي فالوب.
- الوزن
يمكن أن يكون عاملاً حاسمًا، حيث يمكن أن يؤدي الوزن الزائد إلى اضطرابات هرمونية تؤثر على الخصوبة.
- العمر
يعتبر العمر أحد الأسباب الرئيسية للعقم لدى النساء، فبعد سن الخامسة والثلاثين، تتناقص فرص الحمل بشكل طبيعي. يعتبر الانخفاض في كمية وجودة البيوض في المبيضين السبب الرئيسي لهذا التراجع، وهو تراجع يزداد مع الاقتراب من سن الأربعين واقتراب سن اليأس.
العقم في العلاقة الزوجية: أسباب العقم لدى الرجال
هناك عشر أسباب رئيسية للعقم عند الرجال، وغالبًا ما تكون هذه الحالة بدون أعراض. يتم تشخيص هذه الحالة عادة بعد عدة محاولات غير ناجحة للإنجاب. ومع ذلك، هناك عشرة عوامل رئيسية يجب مراعاتها:
- السمنة:
مؤشر كتلة الجسم (IMC) الذي يتجاوز 30 يمكن أن يؤثر على جودة السائل المنوي، حيث يمكن أن تؤدي الدهون الزائدة إلى تحميل زائد على عملية التمثيل الغذائي للأندروجينات (هرمونات تلعب دورًا في السمات الذكورية والنشاط التناسلي)، خاصة هرمون التستوستيرون.
- التدخين والمواد الإدمانية:
تؤثر المواد المستنشقة والمسببة للإدمان تأثيراً سلبياً كبيراً على السائل المنوي بسبب تأثير النيكوتين ومستقبلات الكانابينويد في أنسجة الخصيتين.
يؤدي النيكوتين إلى خلل في الجسم يعرف بالإجهاد التأكسدي، مما يؤثر على جودة السائل المنوي وقدرته على التخصيب.
- الإشعاع:
رغم أن الأبحاث العلمية لا تزال في نقاش حول تأثير إشعاع الهواتف المحمولة على العقم لدى الرجال (فقط دراسة واحدة شاملة أظهرت بيانات مهمة)، يُنصح الرجال بشدة بعدم الاحتفاظ بالهواتف المحمولة بالقرب من كيس الصفن والخصيتين لتقليل المخاطر.
- التغذية:
يمكن أن تسهم الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة في الحفاظ على خصوبة الرجال. ومن الأمثلة على الأطعمة التي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة الجبن (فيتامين أ)، البرتقال (فيتامين ج)، بذور عباد الشمس (فيتامين هـ)، السمك (أوميغا-3) والبروكلي (حمض الفوليك). الفاصوليا والخرشوف غنيان أيضاً بالخصائص المضادة للأكسدة.
- المكملات الغذائية والستيرويدات:
يجب عدم تناول المكملات الغذائية دون استشارة طبية أو مهنية، بسبب تأثيرها المحتمل على الصحة والخصوبة. يمكن أن تؤثر حقن التستوستيرون وبعض المستحضرات الستيرويدية تأثيراً كبيراً على إنتاج السائل المنوي. كذلك، يمكن أن يؤثر استهلاك كميات كبيرة من القهوة على الخصوبة، خاصة في حال وجود مشكلة خصوبة أساسية.
- ارتفاع درجة حرارة الخصيتين:
حتى لو كان الارتفاع طفيفاً، يمكن أن يؤثر سلباً على جودة ووظيفة الحيوانات المنوية، ويمكن أن يحدث ذلك بسبب عدة عوامل، مثل العمل في بيئات حارة، الجلوس لفترات طويلة، ارتداء الملابس الداخلية الضيقة، واستخدام الحواسيب المحمولة على الركبتين لفترات طويلة.
- الأمراض المنقولة جنسياً:
خصوصاً السيلان، الكلاميديا والميكوبلازما، معروفة بتأثيرها الضار على خصوبة الرجال. الالتهابات التناسلية التي تسببها هذه الأمراض يمكن أن تؤثر على جودة السائل المنوي، وفي الحالات الخطيرة، قد تؤدي إلى انسداد في القنوات. من الضروري تشخيص وعلاج أي عدوى بسرعة وبشكل حازم باستخدام المضادات الحيوية.
- الإصابات التناسلية:
خاصة التي تؤثر على الخصيتين، يجب معالجتها فوراً. يجب أن يتخذ الرجال احتياطات أثناء ممارسة الرياضات التي قد تعرض أعضائهم التناسلية للإصابة، مثل فنون القتال، ركوب الدراجات وركوب الخيل.
- دوالي الخصيتين:
تتميز بتضخم الأوردة في كيس الصفن، ويمكن أن تزيد من درجة حرارة الخصيتين وتؤثر على إنتاج وجودة السائل المنوي. الكشف والعلاج لهذه الحالة يعد جزءاً مهماً من تقييم العقم عند الرجال.
- العمر
العمر هو عامل حاسم آخر، حيث تنخفض خصوبة الرجال بشكل كبير بعد سن الخامسة والثلاثين بسبب تجزؤ الحمض النووي في نوى الحيوانات المنوية. بعد سن الأربعين، تنخفض احتمالية إنجاب طفل بدون طفرات جينية بشكل كبير كل عام. الأطفال المولودون لآباء يزيد عمرهم عن 50 عامًا يكونون عرضة لزيادة خطر الإصابة باضطرابات جينية مثل متلازمة داون، الأورام العصبية الليفية، التوحد ومتلازمة كلاينفلتر.
يمكن تقليل هذه التحديات عندما يلتزم كلا الشريكين ويتفهمان إجراءات العلاج المتبعة، بما في ذلك مدتها، بغض النظر عن الطرف المسؤول عن المشكلة. إن فهم احتمالات النجاح والاستعداد لقبول أن العلاج قد لا ينجح أو قد يستلزم تمديدًا لفترة غير محددة يمكن أن يساعد الزوجين على تجاوز التوترات التي يواجهانها.
المقال من إعداد د. المهدي حسان
أخصائي أمراض النساء في الدار البيضاء متخصص في العقم وعدم القدرة على الإنجاب
لمزيد من المعلومات، يمكن الاتصال به على 0522 950 439/0522 942 945