نسبة نجاح التلقيح الصناعي (FIV)
التلقيح الصناعي (FIV) هو طريقة معتمدة بشكل واسع من قبل الأشخاص الذين يسعون لتأسيس عائلة، حيث تتفاوت نسب النجاح بشكل كبير بناءً على العمر. يؤكد طبيب النساء أهمية فهم الأزواج المستقبليين لهذه النسب.
يصف طبيب النساء عملية التلقيح الصناعي كالتالي: « خلال هذا الإجراء، نقوم بتحفيز نمو عدد كبير من البويضات في الجسم باستخدام حقن هرمونية »، يشرح. « وبمجرد أن تصل هذه البويضات إلى مرحلة النضج، يتم تنفيذ إجراء تحت التخدير لاستخراجها من الجسم عن طريق سحبها بالإبرة. » تستغرق المرحلة الأولى حوالي أسبوعين وتتطلب زيارات متكررة لإجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية وتحاليل دم.
بعد ذلك، يتم دمج البويضات مع الحيوانات المنوية في المختبر في عملية تُسمى التلقيح. « ثم تتطور البويضات المخصبة إلى أجنة، التي تُزرع في المختبر لمدة حوالي 6 أيام حتى تصل إلى مرحلة الانغراس الطبيعية للجنين، والتي تُسمى بالكيسة الأريمية »، يشرح طبيب النساء. « في هذه المرحلة، يمكن نقل الأجنة إلى الجسم، أو تجميدها، أو إخضاعها لخزعة لإجراء اختبارات جينية. »
الأسباب التي تدفع إلى اللجوء إلى التلقيح الصناعي متنوعة، كما يوضح طبيب النساء: « تشمل هذه الأسباب العقم المرتبط بالعمر، وجود أمراض وراثية، الحاجة إلى التبرع بالبويضات أو استخدام أم بديلة، العقم الذكري الشديد، مشاكل في قنوات فالوب، اضطرابات الإباضة، بالإضافة إلى حفظ الأجنة أو الحفاظ عليها للمستقبل. » ولكن ما هي نسب نجاح التلقيح الصناعي؟
نسبة نجاح التلقيح الصناعي
بالنسبة لنسب نجاح التلقيح الصناعي، فهي تُقاس بمعدلات الولادات الحية. حيث يُذكر أن نسبة النجاح العامة تتراوح بين 50% و60% للأجنة التي تتمتع بصحة جينية طبيعية.
الدقة في نسب نجاح التلقيح الصناعي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعمر البويضات. « تصبح التشوهات الجينية أكثر شيوعاً مع تقدم العمر، مما يشكل السبب الرئيسي وراء زيادة الإجهاض وانخفاض معدلات الحمل مع زيادة عمر الأم »، يوضح. « ومع ذلك، بفضل الاختبارات الجينية قبل الغرس للكشف عن التشوهات الجينية في الأجنة، يمكننا أن نأمل في نسب نجاح تقارب 50% إلى 60% لكل جنين يتمتع بصحة جينية طبيعية. »
نسبة نجاح التلقيح الصناعي حسب العمر
مع انخفاض الخصوبة مع التقدم في العمر، تتبع نسب نجاح التلقيح الصناعي (FIV) مساراً مشابهاً. سنستعرض نسب النجاح حسب العمر، أسباب هذا الانخفاض مع التقدم في السن، وعوامل أخرى يمكن أن تؤثر على النتائج.
نسبة نجاح التلقيح الصناعي لمن هن دون سن 35
تفيد جمعية تكنولوجيا الإنجاب (SART) أن نسبة الولادات الحية بالتلقيح الصناعي لدى النساء دون سن 35 تبلغ 55.6%. يؤدي النقل الأول للأجنة إلى ولادات حية في 41.4% من الحالات، بينما تصل هذه النسبة إلى حوالي 47% مع النقلات اللاحقة للأجنة. يجب التنويه بأن هذه الإحصائيات تعتمد على استخدام بويضات المرأة نفسها.
نسبة نجاح التلقيح الصناعي بين 35 و37 عاماً
بالنسبة للنساء بين 35 و37 عاماً باستخدام بويضاتهن الخاصة، تبلغ نسبة نجاح التلقيح الصناعي 40.8%. النقل الأول للأجنة يؤدي إلى ولادات حية في 31.6% من الحالات، وترتفع النسبة إلى 44.7% مع النقلات اللاحقة للأجنة.
نسبة نجاح التلقيح الصناعي بين 38 و40 عاماً
بالنسبة للنساء بين 38 و40 عاماً، تبلغ نسبة النجاح 26.8%، مما يمثل انخفاضاً ملحوظاً مقارنة بالمجموعة السابقة. الولادات الحية بعد النقل الأول للأجنة تشمل 22.3% من النساء في هذه الفئة، بينما تصل نسبة النجاح إلى 40.9% مع النقلات اللاحقة.
نسبة نجاح التلقيح الصناعي لمن هن فوق 40 عاماً
لدى النساء فوق سن 40 عاماً، تبلغ نسبة نجاح التلقيح الصناعي حوالي 10%، مع معدل أعلى قليلاً للنساء دون 42 عاماً مقارنةً بمن تجاوزن هذا العمر. في كثير من الحالات، تلجأ النساء فوق سن 40 لاستخدام بويضات مانحات، مما يلغي تأثير العمر على فرص الحمل، إذ تعتمد الخصوبة حينها على المانحة التي غالباً ما تكون في العشرينات من عمرها.
الحد العمري للتلقيح الصناعي
أتاح التلقيح الصناعي لعديد من النساء فوق سن 40 تحقيق حلم الأمومة، ولكن بعد هذا العمر، تنخفض الخصوبة بشكل كبير. يمثل فشل المبيض أو انقطاع الطمث نهاية هذه الفرصة غالباً. في هذه المرحلة، يمكن النظر في خيارات أخرى مثل الأم البديلة، استخدام بويضات مانحات، أو التبني.
أسباب انخفاض نسبة نجاح التلقيح الصناعي مع العمر
مع تقدم المرأة في العمر، تنخفض كمية وجودة البويضات، مما يؤدي إلى تقليل جودة الأجنة وبالتالي تقليل فرص الانغراس الناجح في الرحم، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة النجاح.
انخفاض احتياطي المبيض
تميل جودة وكمية البويضات إلى التناقص مع تقدم العمر، خاصة بعد سن الأربعين. مع احتياطي مبيضي منخفض وجودة أقل للبويضات، تقل فرص الحمل والانغراس الناجح.
نسبة نجاح التلقيح الصناعي: جودة الأجنة السيئة
تزيد جودة الأجنة السيئة من خطر الإجهاض أو فشل الانغراس، وهو أمر أكثر احتمالاً مع بويضات ذات جودة منخفضة أو كمية غير كافية.
عوامل أخرى تؤثر على نسبة نجاح التلقيح الصناعي
بالإضافة إلى العمر، هناك عوامل أخرى مثل عدد دورات التلقيح الصناعي، مشاكل الخصوبة الفردية، ونمط الحياة، التي يمكن أن تؤثر على النتائج.
عدد دورات التلقيح الصناعي
معظم الأفراد والأزواج يخضعون لعدة دورات تلقيح صناعي قبل الحمل. يمكن أن تزداد نسب النجاح مع زيادة عدد الدورات، خاصة بعد ست دورات.
مشاكل الخصوبة الفردية
يمكن أن تؤثر مشاكل مثل انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو سوء جودة البويضات على نجاح التلقيح الصناعي. هناك حاجة لتقييم شامل لتحديد ما إذا كان التلقيح الصناعي هو الخيار الأفضل.
نسبة نجاح التلقيح الصناعي: نمط الحياة
يمكن أن تعزز العادات الصحية، مثل الإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي، فرص نجاح التلقيح الصناعي.
نسبة نجاح التلقيح الصناعي باستخدام بويضات مانحات
تتراوح نسب نجاح التلقيح الصناعي باستخدام بويضات مانحات عادة بين 70% و80%، مما يوفر خياراً بديلاً للنساء اللواتي يواجهن صعوبات تتعلق بخصوبتهن.
كم عدد دورات التلقيح الصناعي اللازمة لتحقيق النجاح؟
معظم الأفراد والأزواج يخوضون دورتين إلى ثلاث دورات تلقيح صناعي قبل الحمل. في بعض الحالات، تتوقف النساء عن العملية بعد دورتين أو ثلاث دورات فقط. أظهرت دراسة أجريت في المملكة المتحدة على 184,269 دورة علاجية كاملة أن متوسط فرصة تحقيق ولادة حية يبلغ 29% بعد دورة واحدة فقط.
مع ذلك، زادت هذه النسبة إلى 43% بعد ست دورات كاملة. النساء الأصغر سناً لديهن عادة نسب نجاح أعلى. على سبيل المثال، امرأة في الثلاثين من عمرها تعاني من عقم غير مفسر لديها فرصة نجاح تبلغ 46% في الدورة الأولى، والتي ترتفع إلى 93% بعد ست دورات.
توضح هذه النتائج التأثير التراكمي الإيجابي لعدة دورات تلقيح صناعي على فرص الحمل. مع ذلك، تبقى قرار الاستمرار أو التوقف عن المحاولات مسألة شخصية عميقة ينبغي اتخاذها مع مراعاة العوامل النفسية، المالية، والصحية.
كتبه: الدكتور المهدي حسان، أخصائي نساء وتوليد ومتخصص في الخصوبة