حوالي زوج واحد من كل سبعة يواجه صعوبات في الحمل، مما يشير إلى شكل من أشكال العقم حيث على الرغم من ممارسة الجنس بانتظام دون حماية لمدة عام أو أكثر، لم يحدث حمل. في حوالي نصف هذه الحالات، تكون مشاكل العقم عند الذكور متورطة جزئيًا أو كليًا.
يتطلب فحص العقم لدى الزوجين تقييم كلا الشريكين. في ما يقرب من نصف حالات العجز عن الإنجاب، يكون العامل الذكوري متورطًا بشكل مباشر، ويتميز غالبًا بعدم كفاية عدد الحيوانات المنوية. ينقسم العقم الذكوري إلى فئتين: العقم المطلق، حيث يكون الإنجاب مستحيلاً ويؤثر على حوالي رجل واحد من كل 500، والعقم النسبي أو انخفاض الخصوبة، حيث يستغرق الرجل وقتًا أطول من المعتاد لتحقيق الحمل.
علامات وأعراض العقم الذكوري
يعتبر العجز عن إنجاب طفل المؤشر الرئيسي للعقم الذكوري، وغالبًا ما يكون بدون أي مظاهر واضحة أخرى. ومع ذلك، قد تؤدي بعض الحالات الكامنة مثل الخلل الهرموني، الاضطرابات الجينية، الدوالي حول الخصيتين أو العوائق الأخرى في إطلاق الحيوانات المنوية إلى ظهور علامات وأعراض متنوعة، منها:
- خلل في الوظيفة الجنسية:
يتضمن ذلك صعوبة القذف، قلة كمية السائل المنوي المُفرَز، انخفاض الرغبة الجنسية، أو اضطرابات الانتصاب.
- ألم، تورم، أو تغييرات ملموسة في منطقة الخصيتين.
- التهابات الجهاز التنفسي المتكررة، التي قد تكون مرتبطة بمشاكل في الجهاز المناعي.
- فقدان الإحساس في بعض مناطق الجسم.
- قد يؤدي الصراع على الإنجاب إلى الشعور بالتوتر والإحباط. ما هي أسباب العقم الذكوري؟
أسباب العقم الذكوري
وفقًا للتقديرات، يُعزى حوالي نصف حالات العقم بين الأزواج إلى العقم الذكوري. كما هو الحال عند المرأة، قد ينتج العقم الذكوري عن عدة أسباب. في هذه المقالة، سنستعرض عن قرب ما هو العقم الذكوري والعوامل التي تؤدي إليه.
بعد 12 إلى 24 شهرًا من الجماع المنتظم غير المحمي دون حدوث حمل وفي غياب الحمل، يكون من المبرر إجراء اختبارات لتحديد الأسباب المحتملة للعقم. قد تكون أسباب العقم الذكوري متنوعة وتتجمع في ثلاث فئات رئيسية:
الأسباب الميكانيكية للعقم الذكوري.
تشمل خلل في الأعضاء التناسلية الذكرية، بما في ذلك:
- دوالي الخصيتين: توسع الأوردة التي تصرف الخصيتين، مما يؤثر على كمية ونوعية الحيوانات المنوية.
- الالتهابات: بعض الالتهابات قد تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية أو صحتها، وقد تسبب ندوبًا تعيق حركتها.
- مشاكل القذف: حالات مثل القذف الرجعي قد تنجم عن اضطرابات طبية مختلفة.
- الأجسام المضادة للحيوانات المنوية: ردود فعل مناعية قد تستهدف وتدمر الحيوانات المنوية.
- الأورام: السرطانات والأورام الحميدة قد تؤثر على الأعضاء التناسلية الذكرية أو قد تؤثر العلاجات المرتبطة بها على الخصوبة.
- الخصيتين غير النازلتين: حالة لا ينزل فيها خصية أو كلا الخصيتين بشكل صحيح أثناء تطور الجنين.
- الخلل الهرموني: اضطرابات تؤثر على الأنظمة الهرمونية قد تؤثر على الخصوبة.
- انسداد القنوات المنوية: انسداد في القنوات المختلفة قد يمنع نقل الحيوانات المنوية.
- العيوب الكروموسومية: تشوهات جينية قد تؤدي إلى تطور غير طبيعي للأعضاء التناسلية الذكرية.
- بعض الأدوية: بعض الأدوية قد تؤثر على إنتاج الحيوانات المنوية.
- العمليات الجراحية السابقة: العمليات الجراحية السابقة قد تؤثر على إنتاج أو نقل الحيوانات المنوية.
الأسباب الهرمونية للعقم الذكوري
- قصور الغدد التناسلية
- الأصل الأولي: نقص في إنتاج التستوستيرون بسبب تشوهات في الخصيتين.
- الأصل الثانوي: انخفاض نشاط الغدة النخامية أو الوطاء، مما يؤدي إلى تقليل إنتاج التستوستيرون. قد يؤثر ذلك على تكوين الحيوانات المنوية ووظيفة الانتصاب.
- فرط برولاكتين الدم
إفراز مفرط للبرولاكتين من الغدة النخامية، مما قد يؤدي إلى مشاكل جنسية مثل انخفاض الرغبة الجنسية واضطرابات الانتصاب.
- اضطرابات الغدة الدرقية
قد تؤدي اختلالات الغدة الدرقية أيضًا إلى اضطرابات جنسية مثل انخفاض الرغبة الجنسية أو اضطرابات الانتصاب.
أحيانًا تكون المشاكل أكثر تحديدًا، مثل انسدادات القنوات المنوية، الالتهابات، العوامل الجينية التي تعيق الإخصاب أو جودة الجنين، أو الأمراض التي تؤثر مباشرة على الوظيفة التناسلية.
أسباب تتعلق بتشوهات الحيوانات المنوية
تشوهات الحيوانات المنوية هي عادةً المسؤولة عن العقم الذكوري، حيث تؤثر على العدد، الحركة، النشاط، والشكل. تظهر هذه التشوهات بعدة أشكال:
- انعدام الحيوانات المنوية: عدم وجود أي حيوانات منوية في السائل المنوي;
- قلة الحيوانات المنوية: كمية غير كافية من الحيوانات المنوية في السائل المنوي;
- ضعف حركة الحيوانات المنوية: الحيوانات المنوية ذات حركة ضعيفة;
- تشوه الحيوانات المنوية: وجود تشوهات في شكل الحيوانات المنوية;
- نخر الحيوانات المنوية: نسبة عالية من الحيوانات المنوية الميتة.
الأسباب البيئية للعقم عند الذكور
يمكن أن تؤدي التعرض المفرط للعناصر البيئية المختلفة مثل الحرارة والسموم والمواد الكيميائية إلى تقليل إنتاج الحيوانات المنوية أو وظيفتها. تشمل العوامل البيئية المحددة ما يلي:
- المواد الكيميائية الصناعية : يمكن أن يسهم التعرض الطويل لبعض المواد الكيميائية الصناعية مثل المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب والمذيبات العضوية والدهانات في تقليل عدد الحيوانات المنوية.
- التعرض للمعادن الثقيلة : يمكن أن يؤدي التعرض للرصاص أو غيره من المعادن الثقيلة إلى العقم.
- الإشعاع أو الأشعة السينية : قد يقلل التعرض للإشعاع من إنتاج الحيوانات المنوية، على الرغم من أن هذا النقص عادة ما يكون قابلاً للعكس على المدى الطويل. ومع ذلك، قد تؤدي الجرعات العالية من الإشعاع إلى انخفاض دائم في إنتاج الحيوانات المنوية.
- الحرارة الزائدة في الخصيتين : يمكن أن تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على إنتاج الحيوانات المنوية ووظيفتها. على الرغم من أن الأبحاث حول تأثير الساونا أو الحمامات الساخنة على عدد الحيوانات المنوية محدودة وغير حاسمة، إلا أن التعرض المتكرر للحرارة قد يؤثر بشكل مؤقت على إنتاج الحيوانات المنوية.
- استهلاك الكحول : يمكن أن يؤدي استهلاك الكحول إلى تقليل مستويات التستوستيرون، ويسبب مشاكل في الانتصاب، ويقلل من إنتاج الحيوانات المنوية. يمكن أن تؤثر أمراض الكبد الناتجة عن الإفراط في استهلاك الكحول سلبًا على الخصوبة.
- التدخين : يكون الرجال المدخنون أكثر عرضة لانخفاض عدد الحيوانات المنوية مقارنة بغير المدخنين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر التدخين السلبي أيضًا على خصوبة الذكور.
إلى جانب العوامل البيئية، قد تساهم عوامل أخرى في العقم عند الذكور، بما في ذلك تعاطي المخدرات؛ استخدام المنشطات الابتنائية، تعاطي الكوكايين أو الماريجوانا.
وفقًا لأخصائيي الخصوبة، فإن الحالة الشائعة هي الرغبة في الأبوة بعد قطع القناة الدافقة. في هذه الحالات، غالبًا ما تكون هناك حاجة إلى تقنية الإنجاب المساعد لاستعادة الحيوانات المنوية، وهذه العملية عادة ما تكون خالية من المضاعفات.
قد يؤدي الكفاح من أجل إنجاب طفل إلى التوتر والإحباط، ولكن لحسن الحظ، تتوفر العديد من خيارات العلاج لعلاج العقم عند الذكور.
متى يجب استشارة أخصائي العقم في حالة صعوبة الإنجاب؟
يوصى باستشارة أخصائي العقم في الحالات التالية:
- إذا كنت تحاول إنجاب طفل منذ عام من الجماع المنتظم غير المحمي دون نجاح.
- إذا كانت هناك سوابق طبية مثل عمليات تصحيح تشوهات الأعضاء التناسلية (مثل الإحليل التحتاني أو الخصية غير النازلة) موجودة في التاريخ الطبي للرجل.
- في حالة ظهور أعراض مثل مشاكل في الانتصاب أو القذف، وانخفاض الرغبة الجنسية أو اضطرابات جنسية أخرى.
- إذا كنت تشعر بألم أو عدم راحة أو كتلة أو تورم في منطقة الخصية.
- إذا كان لديك تاريخ طبي من مشاكل في الخصيتين أو البروستاتا أو الوظيفة الجنسية.
- بعد إجراء جراحة في منطقة الفخذ أو الخصيتين أو القضيب أو كيس الصفن.
- إذا كنت أنت وشريكك فوق سن 35 وتحاولان إنجاب طفل.
- في حالة صعوبة أثناء ممارسة الجنس.
التقييم التشخيصي
قد يكون العقم لدى العديد من الأزواج ناتجًا عن عدة أسباب، مما يستلزم استشارة طبية لكلا الشريكين. قد تكون هناك حاجة إلى تحقيقات معمقة لتحديد سبب العقم، حتى وإن ظلت بعض الحالات مجهولة السبب.
عادة ما يتضمن تشخيص مشاكل العقم عند الذكور:
- فحصًا بدنيًا شاملاً وتقييمًا للتاريخ الطبي، بما في ذلك أسئلة حول الاضطرابات الوراثية والمشاكل الصحية المزمنة والأمراض أو الإصابات أو العمليات الجراحية التي قد تؤثر على الخصوبة. قد يناقش طبيبك أيضًا عاداتك الجنسية وتطورك الجنسي خلال فترة البلوغ.
- تحليل السائل المنوي من خلال مخطط الحيوانات المنوية، الذي يتم باستخدام عينات يتم الحصول عليها من خلال الاستمناء أو باستخدام واقي خاص أثناء الجماع، وفقًا لتفضيلات المريض بناءً على معتقداته الدينية أو الثقافية. ثم يتم فحص هذه العينات في المختبر لتقييم تركيز وشكل وحركة الحيوانات المنوية، وكذلك لاكتشاف أي تشوهات أو التهابات.
- قد يوصي طبيبك باختبارات إضافية لتحديد سبب العقم، بما في ذلك:
- الموجات فوق الصوتية الصفنية لتقييم وجود دوالي الخصية أو تشوهات أخرى في الخصيتين والهياكل المرتبطة بها.
- الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم لفحص البروستاتا والكشف عن أي انسداد في القنوات المنوية.
- تحليل الهرمونات لتقييم مستويات التستوستيرون والهرمونات الأخرى التي تؤثر على الخصوبة.
- تحليل البول بعد القذف للكشف عن القذف المرتجع.
- الاختبارات الجينية للبحث عن أي تشوهات كروموسومية أو جينية.
- خزعة الخصية لتقييم إنتاج الحيوانات المنوية وتحديد أي انسدادات محتملة.
- تحليلات متخصصة لوظيفة الحيوانات المنوية لتقييم قدرة الحيوانات المنوية على البقاء على قيد الحياة، واختراق البويضة، وتخصيبها.
تهدف هذه التحقيقات المختلفة إلى تشخيص دقيق وتوجيه التوصيات العلاجية اللاحقة.
علاج العقم عند الذكور – العقم الذكري
قد يختلف علاج العقم بناءً على عوامل مختلفة، وغالبًا ما تظل السبب الدقيق لهذه الحالة غير محددة. ومع ذلك، قد يوصي طبيبك بعدة خيارات علاجية أو إجراءات تهدف إلى تعزيز الحمل.
كما يُنصح بأن تخضع الشريكة الأنثوية لتقييم في حالة العقم، بحيث يمكن النظر في رعاية معينة إذا لزم الأمر. من الممكن أن تكون تقنيات الإنجاب المساعدة مناسبة لحالتك.
قد تشمل علاجات العقم عند الذكور:
- الجراحة :
يمكن استخدامها لتصحيح تشوهات مثل دوالي الخصية أو انسداد القناة الناقلة للحيوانات المنوية. في بعض الحالات، يمكن للجراحة أيضًا عكس عملية قطع القناة الدافقة السابقة. عندما تكون الحيوانات المنوية غائبة في السائل المنوي، يمكن استردادها غالبًا مباشرة من الخصيتين أو البربخ باستخدام تقنيات خاصة.
- علاج الالتهابات
يمكن وصف المضادات الحيوية لعلاج التهابات الجهاز التناسلي، على الرغم من أن ذلك لا يضمن دائمًا استعادة الخصوبة.
- علاج الاضطرابات الجنسية
قد يُوصى باستخدام الأدوية أو الاستشارات لتحسين الخصوبة في حالة حدوث ضعف الانتصاب أو سرعة القذف.
- العلاج الهرموني والدوائي
يمكن النظر في العلاج الهرموني أو إعطاء الأدوية في حالة العقم المرتبط بعدم التوازن الهرموني أو مشاكل في استخدام هذه الهرمونات من قبل الجسم.
- تقنيات الإنجاب المساعدة
تشمل هذه التقنيات جمع الحيوانات المنوية عن طريق القذف الطبيعي أو الاستخراج الجراحي أو من المتبرعين، حسب الحالة والتفضيلات الفردية. يمكن استخدام الحيوانات المنوية التي تم الحصول عليها لإدخالها في الجهاز التناسلي الأنثوي أو استخدامها في تقنيات مثل التلقيح الصناعي أو حقن الحيوانات المنوية داخل البويضة.
في الماضي، كانت خيارات علاج العقم الذكري محدودة، وكان اللجوء إلى بنك الحيوانات المنوية هو الخيار الوحيد في كثير من الأحيان. أما اليوم، بفضل التقدم مثل التلقيح الصناعي (FIV) والحقن المجهري (ICSI)، وكذلك تقنيات مبتكرة للحصول على الحيوانات المنوية من الخصيتين (مثل الشفط بالإبرة الدقيقة من الخصية – PAAF وخزعة الخصية)، أصبح من الممكن استكشاف خيارات علاج أكثر تطورًا. وبالتالي، أصبح اللجوء إلى الحيوانات المنوية من المتبرعين أقل شيوعًا ويقتصر على حالات معينة.
باختصار: العقم الذكري هو مرض يؤثر على رجل واحد من بين 500. يمكن أن يكون خلقيًا أو مرتبطًا بعوامل أخرى مثل الطبية أو البيئية. على الرغم من أن التشخيص قد يكون صعبًا، إلا أن هناك عدة طرق لفهم أسباب العقم مثل تحليل السائل المنوي والعديد من الأمور الأخرى. بناءً على النتائج، سيحدد طبيب النساء العلاج المناسب.
مقالة من تأليف الدكتور المهدي حيسان
طبيب نساء في الدار البيضاء متخصص في العقم والعجز التناسلي
الدكتور حيسان متخصص في خصوبة الذكور
الاتصال: الهاتف: 0522-95-04-39/0522 942 945